عقدت ورشة عمل مشتركة بين عدد من الخبراء المتخصصين في مجال التراث من وزارة السياحة والآثار المصرية وممثلي جمهورية الصين الشعبية، وذلك لبحث ودراسة آليات التسجيل المشترك لمقياس النيل بجزيرة الروضة بالقاهرة ونقوش بايهيليانج الصينية.
حضر الورشة الدكتور هشام الليثي رئيس قطاع حفظ وتسجيل الآثار بالمجلس الأعلى للآثار، والدكتور أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية واليونانية والرومانية، والدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، والدكتور أحمد رحيمه معاون وزير السياحة والآثار لتنمية الموارد البشرية، علي الحفني رئيس جمعية الصداقة المصرية الصينية، وعدد من المتخصصين المصريين من كليات الآثار والسياحة والفنادق بجامعتي القاهرة وحلوان.
وحضر من الجانب الصيني دان يانتشينغ نائب محافظ مدينة تشونغتشينغ، ليا لي تشيانغ سفير جمهورية الصين الشعبية بالقاهرة، وتشيا كوانغوي مدير لجنة تنمية الثقافة والسياحة بمنطقة فولينغ، وعدد من المسؤولين الحكوميين.
وخلال كلمته الافتتاحية للورشة، حرص الدكتور هشام الليثي على الترحيب بالحضور معرباً عن سعادته بهذا التعاون والاستفادة من خبرات الجانبين في مجال تسجيل المواقع الأثرية على قائمة التراث العالمي لليونسكو، بما يعمل على زيادة المواقع المسجلة للبلدين على هذه القائمة، مشيراً إلى العلاقات الدبلوماسية الوطيدة بين البلدين.
وأوضح أن موقع مقياس النيل بجزيرة الروضة بالقاهرة من المواقع المسجلة على القائمة المبدئية لمواقع التراث العالمي لليونسكو منذ عام 2003، بينما تم تسجيل موقع نقوش بايهيليانج الصينية بهذه القائمة عام 2008.
وقد استعرض جانغ ري، نائب مدير متحف نقوش بايهيليانج الصينية الموقع الأثري الذي اكتشف به هذه النقوش، وأهميته الأثرية والتاريخية والفنية والثقافية بما يؤهله للتسجيل على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
ومن جانبه قدم الدكتور أحمد رحيمه عرضاً تقديمياً، استعرض من خلاله مقاييس النيل في مصر وتطورها منذ العصور المصرية القديمة وحتى العصر الإسلامي، مع شرح تفصيلي لمقياس النيل بجزيرة الروضة.
وقد تناولت ورشة العمل مناقشات بين الحضور لمراجعة خطة العمل خلال الفترة المقبلة، وما يتوجب اتخاذه من إجراءات للتقدم بالمستندات الرسمية للجنة التراث العالمي المختصة التابعة لمنظمة اليونسكو لإدراج المواقع بالقوائم النهائية.
مقياس النيل
تم بنائه عام 247هـ/ 861م بأمر من الخليفة العباسي المتوكل على الله بجزيرة الروضة، واستُخدم لقياس مستوى الفيضان بحيث يمكن معرفة كمية المياه الواردة في الفيضان، والذي كان يؤثر بدوره على عملية الزراعة مما يترتب عليه تحديد نسبة الضرائب وكان هذا هو الغرض الأساسي من بنائه، حيث كانت مياه الفيضان المرتفعة تتسبب في تدمير الأراضي ثم تنحسر في نهاية العام مما يعطل عملية الزراعة وتُصاب الأراضي الزراعية بالجفاف، وتفتقر إلى الرواسب التي تزيد من خصوبتها وحينها تصبح الزراعة مستحيلة.
والمقياس عبارة عن عمود رخامي مثمن الشكل بطول 19 ذراع، يحمل علامات القياس التي استُخدمت لتحديد ارتفاع الفيضان، قمته مستطيلة وقاعدته مستديرة، ويقع وسط بئر مبطن بالحجر، ويدور حول البئر سلم حلزوني يصل إلى القاع، زُخرفت جدران المقياس بالآيات القرآنية ذات الصلة بالمياه والنباتات والرخاء.