
صدق أو لا تصدق.. بلوجر إسباني شهير، يتابعه أكثر من 50 مليون شخص حول العالم، جاء إلى مصر بنية الكشف عن “العيوب” وتصوير فيديوهات ناقدة، فخرج من زيارتها بدعوة علنية لمتابعيه لزيارة مصر.. وشراء “المانجو” من بائع مصري بسيط اسمه عم محمود.
القصة بدأت عندما قرر صانع المحتوى الإسباني روبرتو فارو، المعروف بفيديوهاته الساخرة والجريئة، زيارة منطقة الأهرامات لتصوير مقطع جديد يهدف -حسب تعبيره- إلى “رصد الواقع كما هو”، وكان يبحث عن مشاهد سلبية أو لقطات صادمة تُثير التفاعل كعادته.
لكن القدر كان له رأي آخر.. فبينما يتجول في منطقة الهرم، وأثناء حديثه مع بائع مانجو بسيط يُدعى الحاج محمد، سقطت محفظته دون أن يشعر، وكانت تحتوي على مبلغ كبير من اليورو والجنيه المصري، إلى جانب أوراقه ومتعلقاته الشخصية.
رآها عم محمد.. لم يتردد لحظة، التقطها وطلب من ابنته الصغيرة أن تسرع للحاق بالسائح لإعادتها إليه. لم يطلب شيئًا في المقابل، ولم يقبل أي مكافأة، بل قدّم له طبقًا من المانجو هدية!
الموقف هزّ مشاعر البلوجر الإسباني، الذي اعترف لاحقًا بأنه كان يعتزم نشر فيديوهات ناقدة، لكنه تأثر بالأمانة والنبل المصري، وقرر تحويل حساباته على السوشيال ميديا إلى مساحة لدعم السياحة المصرية.
بل وأكثر من ذلك، نشر صورة “سيلفي” جمعته بالحاج محمد أمام عربة المانجو، وكتب تعليقًا قال فيه:
“في مصر وجدت أمانة لا تُشترى.. وقلوبًا لا تُنسى. اشتروا المانجو من عم محمود، وادعموا مصر الجميلة.”
“الأمانة لا تُباع”
رفض الحاج محمد جميع محاولات البلوجر لمكافأته، قائلاً بلهجته البسيطة:
“اللي بيخاف ربنا بيرد الأمانة.. وفلوسك مش أغلى من ضميرنا.”
بهذه الكلمات، اكتسب عم محمد احترام ملايين المتابعين، وأصبح حديث وسائل التواصل الاجتماعي حول العالم، بعد أن حوّل لحظة عابرة إلى رسالة إنسانية راقية عن أخلاق المصريين وأمانتهم