بعد انحسار الحرب الإيرانية الإسرائيلية
رغم ما يشهده الإقليم من اضطرابات جيوسياسية، لا تزال مصر تحتفظ بمكانتها كوجهة سياحية آمنة ومستقرة بفضل سياستها المتوازنة وحكمة القيادة السياسية. هذا ما أكده محمد فاروق يوسف، عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية، مشيرًا إلى أن تداعيات الحرب الإيرانية الإسرائيلية ألقت بظلالها على حركة السياحة الوافدة إلى مصر، لا سيما من السوق الأوروبي، إلا أن المؤشرات الحالية تُبشّر بعودة تدريجية نحو التعافي.
واكد فاروق: “توقفت الحجوزات الجديدة من بعض الدول الأوروبية خلال الفترة الماضية نتيجة القلق الإقليمي، لكن مع انحسار نطاق الحرب، نحن متفائلون بعودة تدريجية في الطلب السياحي، مدعومة بعدة عوامل موسمية واستراتيجية”.
الصيف والسياحة العربية.. عوامل انتعاش مرتقبة
ويضيف: “مع دخول موسم الصيف، وعودة المصريين بالخارج لقضاء الإجازات، بجانب حركة قوية متوقعة من السياحة الخليجية والعربية، سنشهد ارتفاعًا تدريجيًا في نسب الإشغال، خاصة في مناطق الساحل الشمالي، العلمين، ورأس الحكمة، حيث تحوّلت مدينة العلمين الجديدة إلى قبلة للسياحة العربية، بفضل المشاريع الكبرى التي نفذتها الدولة بطول الساحل”.
القاهرة والجيزة.. تنوع يجذب السياحة الثقافية وسياحة الفعاليات
ويؤكد فاروق أن الحركة السياحية في القاهرة والجيزة تسير بوتيرة جيدة، بفضل تنوع الأنماط السياحية بها مثل: السياحة الثقافية، النيلية، سياحة المؤتمرات والفعاليات، متوقعًا قفزة كبيرة مع افتتاح المتحف المصري الكبير في الربع الأخير من العام الجاري، الذي يُقدّر أن يجذب قرابة 3 ملايين سائح سنويًا.
البحر الأحمر وجنوب سيناء.. تعافي متوقع من الأسواق الأوروبية
وعن السياحة الشاطئية، يوضح أن مناطق البحر الأحمر، الغردقة، مرسى علم، وجنوب سيناء شهدت تراجعًا مؤقتًا في الحجوزات، لكن من المتوقع أن تعود إلى معدلاتها الطبيعية سريعًا، خاصة من أسواق ألمانيا وروسيا وإيطاليا، وغيرها من الدول الأوروبية التقليدية المصدّرة للسياحة.
الروبل الروسي.. بوابة دعم إضافي للسياحة المصرية
وفي ختام تصريحاته، يشير محمد فاروق إلى أن قرار روسيا الأخير بتحصيل تمويل محطة الضبعة النووية بالروبل، سيكون له تأثير مباشر على تعزيز السياحة الروسية، حيث يتيح للروس الإنفاق داخل مصر بعملتهم المحلية، مما يجعل المقصد المصري أكثر جاذبية في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية.
ويؤكد عضو اتحاد الغرف السياحية أن “رغم الأزمات الإقليمية، مصر تنعم بالأمن والاستقرار، بفضل سياسة الدولة الحكيمة، والقيادة الرشيدة التي تبقي مصر دائمًا خارج دائرة الصراع، وتضع مصلحة المواطن والاقتصاد في المقام الأول”
