
واحة سيوة على خريطة العالم: نموذج متكامل للسياحة البيئية والتنمية المستدامة في مصر
وسط الصحراء الغربية في مصر، وعلى بُعد مئات الكيلومترات من المدن الكبرى، تنهض واحة سيوة كمَعلم بيئي وسياحي فريد، يُعاد اكتشافه من جديد في ضوء جهود الدولة المصرية الرامية إلى تطوير المقاصد السياحية المتخصصة، وتحقيق التوازن بين التنمية والحفاظ على الهوية.
وفي هذا الإطار، أكد اللواء خالد شعيب، محافظ مطروح، أن سيوة تحظى باهتمام خاص من القيادة السياسية، بما يعكس رؤية الدولة لتقديم نموذج فعلي للسياحة المستدامة. وقال شعيب في تصريحات إعلامية إن كافة الوزارات والجهات المعنية تعمل بالتنسيق الكامل حاليًا من أجل تطوير سيوة، بما يحافظ على خصوصيتها الثقافية والمعمارية، مشيرًا إلى تعاون وثيق مع جهاز التنسيق الحضاري لإحياء الهوية البيئية والعمرانية للواحة.
وتتمتع سيوة بثروات طبيعية تؤهلها لأن تكون وجهة رائدة للسياحة العلاجية والبيئية، حيث تضم مياهًا كبريتية ومالحة تستخدم في التداوي، إضافة إلى رمال علاجية نادرة، وكهوف طبيعية، وبحيرات ملح، فضلاً عن محميات بيئية تتيح تجربة سياحية متكاملة لعشاق الطبيعة والهدوء.
تراث لا يُمس… وتنمية لا تُهدر
ما يميز خطة التطوير الجارية هو التزامها بعدم المساس بالنسيج البيئي والثقافي للمنطقة، حيث أوضح شعيب أن كافة المشروعات الجديدة في سيوة تُراعي الطابع المعماري المحلي، مع الحفاظ على أنماط البناء السيوي التقليدي، الذي يعتمد على مواد مثل الكرشيف والطين.
وأضاف المحافظ أن “سيوة ليست مجرد مقصد سياحي، بل هي كنز ثقافي وروحي وبيئي”، موضحًا أن مستقبل الواحة كوجهة عالمية يتطلب استثمارات واعية ومسؤولة، تضع الاستدامة على رأس الأولويات.
رؤية متكاملة
ويأتي هذا التوجه في إطار استراتيجية أوسع لمحافظة مطروح، التي تُعد من أكبر محافظات مصر من حيث المساحة، وتتمتع بامتداد جغرافي متنوع يمتد من الساحل الشمالي بطول 450 كيلومترًا إلى الواحات العميقة في الصحراء الغربية، ما يفتح الباب أمام دمج أنماط مختلفة من السياحة، تشمل الشاطئية، البيئية، الثقافية والعلاجية، في منظومة واحدة متجانسة